خلال السنوات القليلة الماضية اكتسبت العملات المشفرة قبولًا واسع النطاق، فهي أصول رقمية وأنظمة دفع وعملة قانونية في بعض الظروف غير العادية، إنها تتطور بسرعة وباستمرار مع مزيد من الابتكار واختراع حالات استخدام جديدة.
يوجد حاليًا الآلاف من العملات المشفرة المتاحة في جميع أنحاء العالم، تعد البيتكوين والإثيريوم وكاردانو والريبل مجرد عدد قليل من العملات الرقمية الأكثر شهرة، ولكن البيتكوين هي أول وأكبر عملة مشفرة وأشهرها حيث تمثل حوالي 40% من إجمالي القيمة السوقية لجميع العملات المشفرة مجتمعة، تم إنشائها في عام 2009 وقد مضى عليها أكثر من عقد من الزمان، منذ ذلك الحين، نمت شعبية سوق العملات المشفرة وقدمت ربحًا فوريًا للعديد من المستثمرين، على الرغم من المخاطر العالية المرتبطة بها.
يهتم المبتدئون والمستثمرون على حد سواء بالاستثمار في العملات المشفرة، ومع ذلك، فإن معظم المستثمرين لديهم فهم محدود لأسواق التشفير، يختلف سلوك العملات الرقمية عن سلوك الأصول المالية التقليدية المباعة في البورصة، فهي على عكس الأصول المالية ليس لديها ميزانيات عمومية، كما أنها لا تصدرها البنوك المركزية أو مدعومة من قبل الحكومات، كل هذه الخصائص تجعل العملة المشفرة استثمارًا محفوفًا بالمخاطر.
أصبحت العملات المشفرة مثل البيتكوين والإثيريوم أكثر تنافسية من حيث العوائد كل يوم، ففي العام الماضي 2021 ارتفع سعر البيتكوين بأكثر من أربعة أضعاف وزاد سعر الإثيريوم بأكثر من عشرة أضعاف، لقد تم إغراء العديد من المستثمرين الأفراد لتجربة فئة الأصول الجديدة والمثيرة هذه بسبب العوائد المرتفعة، من ناحية أخرى، تعد العملات المشفرة واحدة من أكثر فئات الأصول تقلبًا.
عندما يتعلق الأمر بمجال الاستثمار في العملات الرقمية فإن أحد أكثر الأشياء صعوبة بالنسبة للمستثمرين هو تجنب الوقوع في الضجيج، فقد قام العديد من المستثمرين الأفراد والمؤسسات بسرعة بتضمين العملات الرقمية في محافظهم، ومن ناحية أخرى، واصل الخبراء تحذير المستثمرين من الطبيعة المتقلبة وغير المتوقعة للعملات المشفرة.
وقد انخفض سوق العملات المشفرة بالفعل خلال 2022 ليفقد أغلب مكاسبه التي حققها في عام 2021، يعود الاتجاه الهبوطي للسوق إلى العديد من متغيرات الاقتصاد الكلي التي تمارس ضغوطًا على كل من الأسواق التقليدية والعملات المشفرة في جميع أنحاء العالم.
ومع ذلك، لا يزال العديد من المستثمرين يدخلون إلى سوق العملات المشفرة ويتوقعون أرباحًا كبيرة في فترة زمنية قصيرة دون فهم كيفية عمل العملات المشفرة أو المخاطر التي تنطوي عليها، كما يهتم العديد من المستثمرين المبتدئين بفئة الأصول هذه ولكنهم ليسوا على دراية بالتفاصيل ويتأثرون بما يقوله أقرانهم.
لهذا قبل أن تقفز إلى سوق العملات المشفرة، من الضروري أن تقوم بأبحاثك، تمامًا كما تفعل مع أي استثمار آخر، للتخلص من المخاطر الكامنة والنتائج غير المتوقعة والحماية منها.
التقدم بحذر في سوق التشفير
– قبل الاستثمار من المهم أن تقوم بأبحاثك الخاصة، يجب أن تنظر إلى سمعة العملة ورسملة السوق والحجم الأخير والأخبار والتطورات والمجتمع الاجتماعي والمشاركة وملفات تعريف الفريق العامة والخبرة التنفيذية.
– الأمن هو أيضا مفتاح للنجاح في سوق التشفير، يجب اختيار منصة أو بورصة توفر تفويضًا ثنائيًا للوصول إلى الحساب، وتتطلب موافقات معاملات عبر البريد الإلكتروني، ولديها إطار تنظيمي قوي متوافق تمامًا مع لجان الأوراق المالية الوطنية والإقليمية.
– تلعب الأساسيات التي تنطبق على الاستثمارات التقليدية دورًا أيضًا: قم بتنويع محفظتك واختيار منصات حسنة السمعة وتوخي الحذر من تحملك للمخاطر.
– لا تستثمر أكثر مما يمكنك تحمل خسارته.
– من المهم أيضًا أن تتذكر أنه على عكس الاستثمارات المنتظمة في شركات السمسرة في الأوراق المالية، والتي غالبًا ما تكون مؤمنة بمبلغ معين، فإن العديد من منتجات تداول العملات المشفرة لا تقدم مثل هذه الحماية، في حالة إفلاس النظام الأساسي يتم فقد أموال المستثمر على المنصات، مع الحد الأدنى من اللجوء إلى التعويض.
ما هي العوامل التي تؤثر على أسعار العملات المشفرة أكثر من غيرها؟
لا يمكن أن يكون تحديد أسعار العملات المشفرة مسبقًا أمرًا سهلاً، في بعض الأحيان، يمكن أن تكون لعبة المضاربة سهلة، بينما في أوقات أخرى، تتطلب الكثير من التقييم والتعمق في أساسيات العملات المشفرة، بغض النظر عما سيكون التعقيد، سيكون من المفيد أن تفهم دائمًا العوامل التي ستحدد أسعار رمز رقمي معين في المستقبل.
لا يمكنك الاعتماد ببساطة على التكهنات لأن إجراء المضاربات مفيد جزئيًا فقط، ومع ذلك، يجب أن تعرف العوامل التي تحتاج إلى الاهتمام بها للحصول على الأسعار الدقيقة للمستقبل، لذا فإن سوق العملات المشفرة هي لعبة يجب لعبها بحذر شديد، وإذا كنت مبتدئًا في هذه اللعبة فربما تكون هناك احتمالات بأن تخسر اللعبة تمامًا.
إذا جعلت عقلك واضحًا تمامًا بشأن التعامل في العملات المشفرة، فربما يكون أول شيء تحتاج إلى فهمه هو العوامل التي تحدد الأسعار، لذلك إذا كنت مستعدًا لتداول العملات الرقمية اليوم، فسنطلعك على تفاصيل العوامل التي يمكن أن تؤثر على أسعار العملات المشفرة على المدى القصير والطويل.
العرض والطلب
على الرغم من أن العملات المشفرة ليس لها اعتماد مادي، إلا أن أحد العوامل التي ستؤثر على السعر مثل العملة التقليدية وسوق الأسهم وهو آلية العرض والطلب هي أيضًا تؤثر على أسعار العملات الرقمية.
تتأثر الأسعار أيضًا بالطلب والعرض لأنه كلما كان العرض وفيرًا في السوق تميل الأسعار إلى الانخفاض، نظرًا للتوافر الكبير للعملات المشفرة في السوق، ومن ناحية أخرى، إذا كان هناك نقص في العرض وارتفع الطلب، فيمكن تطبيق مبدأ العكس بالعكس على أسعار أي عملة مشفرة في السوق.
المنافسة
تلعب المنافسة دورًا أساسيًا في تحديد الأسعار المستقبلية لعملة معينة، عليك أن تفهم أنه نظرًا للمنافسة الشديدة في سوق العملات المشفرة في الوقت الحاضر تستمر الأسعار في الارتفاع والانخفاض، في بعض الأحيان، يمكن للعملات الجديدة التي تدخل السوق أن تؤثر إلى حد كبير على أسعار العملات المشفرة.
يمكنك أن تأخذ مثال البيتكوين، إذا دخلت عملة مشفرة جديدة إلى السوق، فسيكون هناك تأثير على أسعار عملات البيتكوين، ومع ذلك، إذا دخلت عملة مشفرة مزيفة فلن تكون هناك منافسة ولن يكون هناك تأثير على الأسعار.
التكلفة
تؤثر تكلفة إنشاء رمز رقمي معين على تقييمها في السوق، يمكنك أن تأخذ مثالاً على البيتكوين، لإنشاء عملة نقدية هناك حاجة إلى الكثير من الطاقة المستهلكة، بصرف النظر عن ذلك، فإن متطلبات البنية التحتية عالية جدًا، لذلك لإضافة عملة بيتكوين واحدة إلى النظام تكبدت الشركة الكثير من التكاليف وبالتالي فإن تقييم البيتكوين أعلى أيضًا في السوق، يمكنك ربط الأسعار بتكلفة الإنتاج باستخدام البيتكوين وكل عملة مشفرة أخرى تحظى بشعبية كبيرة في مجال التشفير.
التطورات التنظيمية
كلما كانت هناك إجراءات تنظيمية ضد العملة المشفرة سيكون هناك انخفاض في أسعارها، لهذا فإنه من الطبيعي ترك العملة المشفرة والتي من المفترض أن تتعرض لقيود في المستقبل، ربما تكون قد رأيت أن الصين قد حظرت عملة البيتكوين تمامًا وهو ما كان متوقعًا تمامًا لشعب الصين، لذلك قرروا ترك البيتكوين قبل أن تحظر الصين العملة المشفرة تمامًا، لهذا يتعين على المستثمرين إنقاذ أنفسهم بسبب تحليلات السوق فيما يتعلق بالأخبار مسبقًا التي تفيد بأنه سيتم حظر عملات البيتكوين.
وسائل الإعلام
تعد وسائل الإعلام جزءًا لا يتجزأ من العملة المشفرة لأنها تغطي كل شيء عنها، كلما استمرت وسائل الإعلام في تغطية العملات المشفرة وإظهار الأخبار الإيجابية تميل أسعار كل عملة معماة إلى الارتفاع، إنها آلية سوق تنطبق على كل عملة مشفرة تقريبًا.
من ناحية أخرى، إذا كانت الوسائط لا تغطي أي عملة مشفرة على الإطلاق فربما لن يكون هناك أي تقلبات في أسعار تلك العملة المشفرة المعينة، لذلك فإن التغطية الإعلامية لها تأثير كبير على أسعار أي رمز رقمي.